(مِنْ بَعْدِهِ
بِالرُّسُلِ) رسولا بعد رسول. يقال : مضى أثره وقفا غيره ؛ في
التعدية وهو مأخوذ من قفا الإنسان قال الله (وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ
لَكَ بِهِ عِلْمٌ)[١] ، وقال أمية بن الصّلت :
قالت لأخت له
قصيه عن جنب
وكيف تقفو
ولا سهل ولا جدد
(وَآتَيْنا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ) العلامات الواضحات والدلالات اللائحات وهي التي ذكرها
الله عزوجل في سورة آل عمران والمائدة.
(وَأَيَّدْناهُ) قويناه وأعناه من الآد والأيد [٢] ، مجاهد :
أيدناه بالمد وهما لغتان مثل كرّم وأكرم.
(بِرُوحِ الْقُدُسِ) خفف ابن كثير الْقُدْسِ في كل القرآن ، وثقله الآخرون ،
وهما لغتان مثل الرّعب والسّحت ونحوهما ، واختلفوا في روح القدس فقال الربيع
وعكرمة : هو الرّوح الذي نفخ فيه إضافة إلى نفسه ؛ تكريما وتخصيصا نحو بيت الله ،
و (ناقَةُ اللهِ) و (عَبْدُ اللهِ) ، والقدس : هو الله عزوجل يدلّ عليه قوله تعالى (وَرُوحٌ مِنْهُ)[٣] وقوله (فَنَفَخْنا فِيهِ مِنْ
رُوحِنا) والآخرون : أرادوا بالقدس الطهارة يعني الرّوح الطاهر
سمّى روحه قدسا ؛ لأنّه لم يتضمنه